كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


تنبيه‏:‏ قال الماوردي‏:‏ المعروف نوعان قول وعمل فالقول طيب الكلام وحسن البشر والتودد بجميل القول والباعث عليه حسن الخلق ورقة الطبع لكن لا يسرف فيه فيكون ملقاً مذموماً وإن توسط واقتصد فهو برٌّ محمود وفي منثور الحكم من قلَّ حياؤه قلَّ أحباؤه والعمل بذل الجاه والإسعاف بالنفس والمعونة في النائبة والباعث عليه حب الخير للناس وإيثار الصلاح لهم وليس في هذه الأمور سرف ولا لغايتها حد بخلاف الأولى فإنها وإن كثرت أفعال تعود بنفعين نفع على فاعلها في اكتساب الأجر وجميل الذكر ونفع على المعان بها في التخفيف والمساعدة فلذلك سماه هنا صدقة‏.‏

- ‏(‏هب عن ابن عباس‏)‏ وفيه طلحة بن عمرو أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ قال أحمد‏:‏ متروك وقال الحافظ العراقي‏:‏ رواه الطبراني في المستجاد من رواية الحجاج بن أرطأة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده والحجاج ضعيف وقد جاء مفرقاً في أخبار أخر‏.‏

6355 - ‏(‏كل من ورد‏)‏ وفي رواية لأبي نعيم كل من وافى ‏(‏القيامة‏)‏ من الأمم ‏(‏عطشان‏)‏ أي فترد كل أمة على نبيها في حوضه فيسقي من أطاعه منهم‏.‏

- ‏(‏حل هب‏)‏ كلاهما من حديث سهل بن نصر عن ابن أسماك الهيثمي بن جماز عن يزيد الرقاشي ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك قال الهيثمي‏:‏ دخلت على يزيد وهو يبكي في يوم حار وقد عطش نفسه أربعين سنة فقال‏:‏ أدخل تعال نبكي على الماء البارد في اليوم الحار حدثني أنس أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال فذكره ومحمد بن صبيح بن سماك أورده الذهبي في الضعفاء قال ابن نمير‏:‏ ليس حديثه بشيء والهيثم بن جماز قال أحمد والنسائي‏:‏ متروك ويزيد الرقاشي قال النسائي‏:‏ متروك وقال الذهبي‏:‏ ضعيف‏.‏

6356 - ‏(‏كل مولود‏)‏ من بني آدم ‏(‏يولد على الفطرة‏)‏ اللام للعهد والمعهود فطرة اللّه التي فطر الناس عليها أي الخلقة التي خلق الناس عليها من الاستعداد لقبول الدين والنهي لتتجلى بالحق وقبول الاستعداد والتأبي عن الباطل والتمييز بين ‏[‏ص 34‏]‏ الخطأ والصواب ‏(‏حتى يعرب عنه لسانه‏)‏ فحينئذ إن ترك بحاله وخلى وطبعه ولم يتعرض له من الخارج من يصده عن النظر الصحيح من فساد التربية وتقليد الأبوين والألف بالمحسوسات والانهماك في الشهوات ونحو ذلك لينظر فيما نصب من الدلالة الجلية على التوحيد وصدق الرسول صلى اللّه عليه وسلم وغير ذلك نظراً صحيحاً يوصله إلى الحق وإلى الرشد عرف الصواب ولزم ما طبع عليه في الأصل ولم يختر إلا الملة الحنيفية وإن لم ينكر بحاله بأن كان أبواه نحو يهوديين أو نصرانيين ‏(‏فأبواه‏)‏ هما اللذان ‏(‏يهودانه‏)‏ أي يصيرانه يهودياً بأن يدخلاه في دين اليهودية المحرف المبدل بتفويتهما له ‏(‏أو ينصرانه‏)‏ أي يصيرانه نصرانياً ‏(‏أو يمجسانه‏)‏ أي يدخلانه المجوسية كذلك بأن يصداه عما ولد عليه ويزينا له الملة المبدلة والنحل الزائفة ولا ينافيه ‏{‏لا تبديل لخلق اللّه‏}‏ لأن المراد به لا ينبغي أن تبدل تلك الفطرة التي من شأنها أن لا تبدل أو هو خبر بمعنى النهي ذكره البيضاوي وقال الطيبي‏:‏ الفطرة تدل على نوع من الفطر وهو الابتداء والاختراع والمعنى بها هنا تمكن الناس من الهدى في أصل الجبلة بالتهيئ لقبول الدين فلو ترك عليها استمر على لزومها ولم يفارقها لغيرها لأن هذا الدين حسنه مركوز في النفوس وإنما يعدل عنه بآفة من الآفات البشرية والتقليد والفاء في فأبواه للتعقيب أو للتسبب أي إذا تقرر ذلك فمن تغير كان بسبب أبويه انتهى‏.‏ والحاصل أن الإنسان مفطور على التهيئ للإسلام بالقوة لكن لا بد من تعلمه بالفعل فمن قدر اللّه كونه من أهل السعادة قيض اللّه له من يعلمه سبيل الهدى فصار مهذباً بالفعل ومن خذله وأشقاه سبب له من يغير فطرته ويثني عزمته واللّه سبحانه هو المتصرف في عبيده كيف يشاء ‏{‏فألهمها فجورها وتقواها‏}‏ قال الطيبي‏:‏ فإن قلت أمر الغلام الذي قتله الخضر ينقض هذا البيت لأنه لم يلحق بأبويه بل خيف إلحاقهما به قلت لا ينقض بل يرفعه ويستبد بثباته لأن الخضر نظر إلى عالم الغيب وقتل الغلام وموسى اعتبر عالم الشهادة وظاهر الشرع فأنكر عليه ولذلك لما اعتذر الخضر بالخفى أمسك عنه‏.‏

- ‏(‏ع طب هق عن الأسود بن سريع‏)‏ له صحبة كان شاعر بني منقذ قضى بالبصرة قال في اللسان‏:‏ وهذا له أسانيد جياد انتهى‏.‏ ومن ثم رمز المصنف لصحته ورواه مسلم من حديث أبى هريرة بلفظ ‏"‏كل إنسان تلده أمه على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه فإن كانا مسلمين‏"‏ فمسلم كل إنسان تلده أمه يلكز الشيطان في خصيتيه إلا مريم وابنها‏"‏ ورواه البخاري بلفظ ‏"‏كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كمثل البهيمة تنتج البهيمة هل ترى فيها من جدعاء‏"‏‏.‏

6357 - ‏(‏كل ميت‏)‏ في أبي داود بالتعريف قال أبو زرعة‏:‏ والصواب التنكير لاقتضاء التعريف استغراق أجزائه فيصير معناه يختم على كل جزء من أجزاء الميت وليس صحيحاً فالتعريف تحريف ‏(‏يختم على عمله‏)‏ المراد به طيِّ صحيفته وأن لا يكتب له بعد موته عمل ‏(‏إلا الذي مات‏)‏ أي الملازم في السفر للجهاد ‏(‏في سبيل اللّه فإنه ينمو له عمله‏)‏ أي يزيد ‏(‏إلى يوم القيامة‏)‏ قال الأبي‏:‏ يعني الثواب المترتب على رباط اليوم والليلة يجري له دائماً ولا يعارضه حديث ‏"‏إذا مات المرء انقطع عمله إلا من ثلاث‏"‏ إما لأنه لا مفهوم للعدد في الثلاث وإما بأن يرجع هذا إلى إحدى الثلاث هنا وهو صدقة جارية ‏(‏ويؤمن‏)‏ بضم ففتح فتشديد ‏(‏من فتان القبر‏)‏ أي فتانيه منكر ونكير أي لا يأتيانه ولا يختبرانه بل يكتفى بموته مرابطاً شاهداً على صحة إيمانه قال عياض‏:‏ رويناه للأكثر بضم الفاء وجمع فاتن وعن الطبري بالفتح وذكره أبو داود مفسراً فقال‏:‏ وأمن فتان القبر وقال القرطبي‏:‏ هو جمع فاتن ويكون للجنس أو يؤمن من كل ذي فتنة فيه لكن المتبادر لا يضرانه ولا يفتن بهما‏.‏

تنبيه‏:‏ قال القرطبي‏:‏ لا معنى للنمو إلا المضاعفة وهي موقوفة على سبب فتنقطع بانقطاعه بل هي فضل دائم من اللّه تعالى لأن أعمال البر لا يتمكن منها إلا بالسلامة من العدو والتحرز منه ببيضة الدين وإقامة شعائر الإسلام وهذا العمل الذي يجري عليه ثوابه هو ما عمله من الأعمال الصالحة‏.‏

- ‏(‏د ت ‏[‏ص 35‏]‏ ك‏)‏ في الجهاد ‏(‏عن فضالة عن عبيد حم عن عقبة بن عامر‏)‏ قال الحاكم‏:‏ على شرط مسلم وأقره الذهبي وقال الهيثمي بعد ما عزاه لأحمد‏:‏ فيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف‏.‏

6358 - ‏(‏كل ميسر‏)‏ وفي رواية يسر بضم أوله وكسر المهملة الثقيلة ‏(‏لما خلق له‏)‏ أي مهيأ لما خلق لأجله قابل له بطبعه قال المفسرون في قوله فسنيسره أي سنهديه من يسر الفرس للراكب إذا سرجها وألجمها فليس المراد به هنا ما يقابل التعسير وأما قول الشريف في شرح حاشية المفتاح معناه كل موفق لما خلق لأجله فغير سديد كما بينه ابن الكمال وغيره لأن التوفيق خلق قدرة الطاعة في العبد وليس المعنى هنا مقصور عليه بل المراد التهيئة لما خلق لأجله من خير وشر ‏{‏ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها‏}‏ ‏(‏تنبيه آخر‏)‏ قال الراغب‏:‏ لما احتاج الناس بعضهم لبعض سخر كل واحد منهم لصناعة ما يتعاطاه وجعل بين طبائعهم وصنائعهم مناسبات خفية واتفاقات سماوية ليؤثر الواحد بعد الواحد حرفة ينشرح صدره بملابستها وتعطيه قواه لمزاولتها فإذا جعل إليه صناعة أخرى ربما وجد مستبلداً فيها متبرماً منها سخرهم اللّه لذلك لئلا يختاروا كلهم صناعة واحدة فتبطل الأقوات والمعاونات ولولا ذلك ما اختاروا من الأسماء إلا أحسنها ومن البلاد إلا أطيبها ومن الصناعات إلا أجملها ومن الأفعال إلا أرفعها ولتنازعوا فيه لكن اللّه بحكمته جعل كلاً منهم في ذلك مخيراً فالناس إما راض بصنعته لا يبغي عنها حولاً كالحائك الذي رضي بصناعته ويعيب الحجام الذي يرضى بصناعته وبذلك انتظم أمرهم ‏{‏كل حزب بما لديهم فرحون‏}‏ وإما كاره لها يكابدها مع كراهته إياها كأنه لا يجد عنها بدلاً وعلى ذلك دل هذا الحديث ‏{‏نحن قسمنا بينهم معيشهتم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات‏}‏ فالتباين والتفرق والاختلاف سبب الالتئام والاجتماع والاتفاق فسبحان اللّه ما أحسن صنعه‏.‏

- ‏(‏حم ق د عن عمران بن حصين ت عن عمر‏)‏ بن الخطاب ‏(‏حم عن أبي بكر‏)‏ الصديق قيل يا رسول اللّه أتعرف أهل الجنة من أهل النار‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ فلم يعمل العاملون‏؟‏ فذكره

6359 - ‏(‏كل نائحة تكذب إلا أم سعد‏)‏ بن معاذ القائلة حين احتمل نعشه‏:‏

ويل أم سعد أضر أمه وجدا * وسيداً سد به مسداً

قالوا‏:‏ من خصائص المصطفى صلى اللّه عليه وسلم أن يخص من شاء بما شاء كجعله شهادة خزيمة بشهادة رجلين وترخيصه في إرضاع سالم وهو كبير وفي النياحة لخولة بنت حكيم وفي تعجيل صدقة عامين للعباس وفي ترك الإحداد لأسماء بنت عميس وفي الجمع بين اسمه وكنيته للولد الذي يولد لعلي وفي فتح باب من داره في المسجد له وفي فتح خوخة فيه لأبي بكر وفي أكل المجامع في رمضان من كفارة نفسه وغير ذلك‏.‏

- ‏(‏ابن سعد‏)‏ في الطبقات ‏(‏عن محمود بن لبيد‏)‏ ورواه الطبراني أيضاً في الكبير والديلمي‏.‏

6360 - ‏(‏كل نادبة كاذبة إلا نادبة حمزة‏)‏ بن عبد المطلب فإنها غير كاذبة في ندبه أي فلها النوح عليه فرخص لها فيه بخصوصها وللشارع أن يخص من العموم من شاء بما شاء كما تقرر قال في النهاية‏:‏ الندب أن تذكر النائحة الميت بأحسن أوصافه وأفعاله‏.‏

- ‏(‏ابن سعد‏)‏ في الطبقات ‏(‏عن سعد بن إبراهيم‏)‏ بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ‏(‏مرسلاً‏)‏ أرسل عن عمرو عن خاله سعد بن أبي وقاص‏.‏

6361 - ‏(‏كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري‏)‏ قال المصنف‏:‏ قيل معناه أن أمته ينسبون إليه وأمم ‏[‏ص 36‏]‏ سائر الأنبياء لا ينسبون إليهم وقيل ينتفع يومئذ بالنسبة إليه ولا ينتفع بسائر الأنساب ورجح بما ذكر في سبب الحديث الآتي بيانه قال الطيبي‏:‏ والنسب ما رجع إلى ولادة قريبة من جهة الآباء والصهر ما كان من خلطة تشبه القرابة يحدثها المتزوج وعلم بهذا الحديث ونحوه عظيم نفع الانتساب إليه عليه السلام ولا يعارضه ما في أخبار آخر من حثه لأهل بيته على خشية اللّه واتقائه وطاعته وأنه لا يغني عنهم من اللّه شيئاً لأنه لا يملك لأحد نفعاً ولا ضراً لكن اللّه يملكه نفع أقاربه فقوله لا أغني عنكم شيئاً أي بمجرد نفسي من غير ما يكرمني اللّه به من نحو شفاعة ومعفرة فخاطبهم بذلك رعاية لمقام التخويف‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في ترجمة زيد بن عمر بن الخطاب من حديث جعفر بن محمد عن أبيه ‏(‏عن عمر بن الخطاب‏)‏ قال محمد خطب عمر إلى ابنته أم كلثوم فقال واللّه ما على ظهر الأرض رجل يرصد من حسن صحبتها ما أرصد ففعل فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين فقال زفوني ثم ذكره قال الذهبي‏:‏ فيه ابن وكيع لا يعتمد لكن ورد فيه مرسل حسن‏.‏

6362 - ‏(‏كل نعيم زائل إلا نعيم أهل الجنة وكل هم منقطع إلا هم أهل النار‏)‏ أي الخالدين فيها لدوام هذا الهم ومن ثم قال الحسن‏:‏ كل نعيم دون الجنة حقير وكل بلاء دون الناس يسير‏.‏

- ‏(‏ابن لال عن أنس‏)‏ بن مالك وفيه محمد بن حمدويه قال في الميزان‏:‏ حدث بخبر باطل وعمرو بن الأزهر قال البخاري‏:‏ يرمى بالكذب وقال أحمد‏:‏ يضع الحديث وقال النسائي‏:‏ متروك‏.‏

6363 - ‏(‏كل نفس تحشر على هواها فمن هوى الكفرة فهو مع الكفرة ولا ينفعه عمله شيئاً‏)‏ هذا ورد على سبيل الزجر والتنفير عن معاهدة الكفار‏.‏

- ‏(‏طس عن جابر‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ في إسناده ضعفاء وثقوا‏.‏

6364 - ‏(‏كل نفس من بني آدم سيد فالرجل سيد أهله والمرأة سيدة بيتها‏)‏ ومن لا أهل له ولا بعل سيد على جوارحه فعلى كل أحد أن يعرف قدر ما ولاه اللّه عليه ويعلم أنه رقيب عليه وهو الذي استخلفه على ذلك وجعل له عليه السيادة ونبه بذلك على أن السيد إذا نقص من حال من ساد عليه نقص من سيادته بقدر ذلك وعزل بقدره ذكره الحرالي‏.‏

- ‏(‏ابن السني في عمل يوم وليلة عن أبي هريرة‏)‏ ورواه عنه أيضا باللفظ المزبور‏.‏

6365 - ‏(‏كل نفقة ينفقها العبد يؤجر فيها إلا البنيان‏)‏ لغير نحو مسجد وما كان زائداً على الحاجة كما يشير إليه الخبر الآتي وغيره قال الحكيم‏:‏ إنما صار غير مأجور لأنه ينفق في دنيا قد أذن اللّه في خرابها يزيد في زينتها حتى جعلت فتنة وبلوى للعباد ولهذا كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى أن انتقل إلى ربه ما بنى مسكناً لنفسه وتبعه أولياء أمته فما وضع أحدهم لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة وذلك لأنهم رأوا الدنيا جسراً منصوباً من خشب على نهر عظيم وهم عابرون فيه راحلون عنه فهل رأيتم أحداً يبني على جسر خشب سيما وقد عرفنا أن المطر ينزل والنهر يعظم بالسيول والجسور تنقطع فكل من بنى على جسر خشب عرضه للتلف فلو كشف اللّه بصيرة عمار الدنيا حتى روأها جسراً والنهر الذي بنيت عليه خطراً لما بنوا فلم تكن لهم عيون يبصرون بها الدنيا وإنها قنطرة خشب على نهر خرار ولا كان لهم سمع يسمعون قول الرسول صلى اللّه عليه وسلم العالم بما أوحى إليه أن الدنيا قنطرة فلا بالإيمان عملوا ولا على ‏[‏ص 37‏]‏ الرؤية والكشف حصلوا ‏{‏وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا‏}‏‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ وكذا الحكيم ‏(‏عن خباب‏)‏ بن الأرت رمز المصنف لحسنه قال الحافظ العراقي‏:‏ إسناده جيد اهـ‏.‏ فظاهر صنيع المصنف أنه لم يره مخرجاً لأحد من الستة وهو ذهول فقد خرجه ابن ماجه عن جنابه باللفظ المزبور‏.‏

6366 - ‏(‏كل نفقة ينفقها المسلم على نفسه وعلى عياله وعلى صديقه وعلى بهيمه يؤجر عليها، إلا في بناء، إلا بناء مسجد ‏)‏ ‏[‏قوله ‏"‏إلا في بناء، إلا بناء مسجد‏"‏‏:‏ أي لا يؤجر في نفقة البناء، إلا إن كان مسجدا‏.‏ دار الحديث‏]‏

يبتغي به وجه اللّه‏)‏ وذلك لأنها نفقة في دنيا قد أذن اللّه بخرابها يزيد في زينتها التي هي فتنة وبلوى للعباد وعاقبتها أن يصير ما عليها صعيداً جرزاً في خبر أن أبا الدرداء بنى كنيفاً في منزله بحمص فكتب إليه عمر ‏"‏لقد كان لك يا عويمر فيما بنت فارس والروم كفاية عن تزيين الدنيا وقد أذن اللّه بخرابها فإذا أتاك كتابي فارحل من حمص إلى دمشق فجعل ذلك عقوبة له‏"‏‏.‏

- ‏(‏هب عن‏)‏ أبي حمزة ‏(‏إبراهيم مرسلاً‏)‏ وفيه علي بن الجعد أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ متقن فيه تجهم وقيس بن الربيع قال الذهبي‏:‏ تابعي له حديث منكر‏.‏

6367 - ‏(‏كل يمين يحلف بها دون اللّه شرك‏)‏ قال ابن العربي‏:‏ يريد به شرك الأعمال لا شرك الاعتقاد من قبيل قوله ‏"‏من أبق من مولاه فقد كفر‏"‏ وذلك لأن اليمين عقد القلب على فعل أو ترك أخبر به الحالف ثم أكده بمعظم عنده فحجر الشرع التعظيم على غير اللّه لأنه إنما يجب له‏.‏

- ‏(‏ك عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب ورواه عنه أبو نعيم والديلمي‏.‏

6368 - ‏(‏كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب‏)‏ فلا يليق بمن أصله التراب الافتخار والتكبر والتجبر ‏(‏لينتهين‏)‏ اللام في جواب القسم أي واللّه لينتهين ‏(‏قوم يفتخرون بآبائهم أو ليكونن‏)‏ عطف على لينتهين والضمير الفاعل العائد إلى أقوام هو واو الجمع المحذوف من ليكونن يعني واللّه إن أحد الأمرين واقع لا محالة إما الانتهاء أو كونهم ‏(‏أهون على اللّه من الجعلان‏)‏ دويبة سوداء قوتها الغائط فإن شمت ريحاً طيبة ماتت فليحذر كل عاقل من الاتكال على شرف نفسه وفضيلة آبائه فإن ذلك يورث النقص والانحطاط عن معالمهم فنهايته الحسرة والندامة وغايته العداوة إذ كل يظهر مثالب الآخر ويثبت مفاخر نفسه فيؤدي لذلك فلا ينبغي لعاقل الإعجاب بنفسه ‏{‏إن أكرمكم عند اللّه أتقاكم‏}‏‏.‏

والناس يجمعهم في الأنساب * وإنما اختلفوا في الفضل شتاتا

وقيل‏:‏

إذا افتخرت بآباء مضوا سلفاً * قالوا صدقت ولكن بئس ما ولدوا

وقيل‏:‏

وليس فخار المرء إلا بنفسه * وإن عدَّ آباءً كراماً ذوي نسب

وشرف النسب وإن كان له ثمرة فينبغي للمتصف به أن لا يعجب بنفسه ولا يفاخر بحسبه بل يهضم نفسه‏.‏

- ‏(‏البزار‏)‏ في مسنده ‏(‏عن حذيفة‏)‏ بن اليمان رمز المصنف لحسنه وليس كما ذكر فقد أعله الهيثمي بأن فيه الحسن بن الحسين المقري وهو ضعيف‏.‏

6369 - ‏(‏كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على اللّه‏)‏ أي فارق الجماعة وخرج عن الطاعة التي يستوجب بها دخول الجنة ‏(‏شراد البعير على أهله‏)‏ شبهه به في قوة نفاره وحدة فراره لأن من ترك التسبب إلى شيء لا يوجد بغيره فقد أباه ونفر ‏[‏ص 38‏]‏ عنه والإباء شدة الامتناع وخص البعير لأنه أشد الحيوانات نفاراً فإذا انفلت لا يكاد يلحق‏.‏

- ‏(‏طس ك عن أبي هريرة‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ رجاله رجال الصحيح غير علي بن خالد وهو ثقة‏.‏

6370 - ‏(‏كلكم راع‏)‏ أي حافظ ملتزم بصلاح ما قام عليه وهو ما تحت نظره من الرعاية وهي الحفظ يعني كلكم مستلزم بحفظ ما يطالب به من العدل إن كان والياً ومن عدم الخيانة إن كان مولياً عليه ‏(‏وكل‏)‏ راع ‏(‏مسؤول عن رعيته‏)‏ في الآخرة فكل من كان تحت نظره شيء فهو مطلوب بالعدل فيه والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقات ذلك فإن وفي ما عليه من الرعاية حصل له الحظ الأوفر والجزاء الأكبر وإلا طالبه كل أحد من رعيته بحقه في الآخرة ‏(‏فالإمام‏)‏ أي الأعظم أو نائبه في رواية فالأمير ‏(‏راع‏)‏ فيمن ولي عليهم يقيم الحدود والأحكام على سنن الشرع ويحفظ الشرائع ويحمي البيضة ويجاهد العدو ‏(‏وهو مسؤول عن رعيته‏)‏ هل راعى حقوقهم أو لا ‏(‏والرجل راع في أهله‏)‏ زوجة وغيرها ‏(‏وهو مسؤول عن رعيته‏)‏ هل وفاهم حقوقهم من نحو نفقة وكسوة وحسن عشرة ‏(‏والمرأة راعية في بيت زوجها‏)‏ بحسن تدبيرها في المعيشة والنصح له والشفقة عليه والأمانة في ماله وحفظ عياله وأضيافه ونفسها ‏(‏وهي مسؤولة عن رعيتها‏)‏ هل قامت بما يجب عليها ونصحت في التدبير أو لا فإذا أدخل الرجل قوته بيته فالمرأة أمينة عليه وإن اختزنه دونها خرج عن أمانتها الخاصة وصارت هي وغيرها فيه سواء فإن سرقت من المخزن قطعت وفاقاً للشافعي ومالك خلافاً لأبي حنيفة في قوله‏:‏ لا قطع بين الزوجين قال ابن العربي‏:‏ كنت بالروضة المقدسة وعندنا عز الإسلام السميكاتي أحد أئمة الشافعية فتذاكرت معه المسألة وقلت الحنفية يقولون الزوجية توجب اتحاداً في الأبدان تمنع من القطع كاتحاد الأبوة والبنوة فقال‏:‏ هذا باطل إذ لو كان موجباً للاتحاد بينهما لأسقط القصاص فإذا كانت شبهة هذا الاتحاد لا تسقط العقوبة في محلها وهو البدن فأولى أن لا تسقط الواجب في غير محلها وهو المال وهو القطع بالسرقة ‏(‏والخادم راع في مال سيده‏)‏ بحفظه فعليه القيام بما يستحقه عليه من حسن خدمته ونصحه ‏(‏وهو مسؤول عن رعيته والرجل راع في مال أبيه‏)‏ بحفظه وتدبير مصلحته ‏(‏وهو مسؤول عن رعيته فكلكم راع‏)‏ بالفاء جواب شرط محذوف الفذلكة وهي التي يأتي بها المحاسب بعد التفصيل ويقول فلك كذا وكذا حفظاً للحساب وتوقياً عن الزيادة والنقص ‏(‏وكلكم مسؤول عن رعيته‏)‏ عمم أولاً ثم خصص ثانياً وقسم الخصوصية إلى جهة الرجل وجهة المرأة وجهة الخادم وجهة النسب ثم عم آخراً تأكيد البيان الحكم أولاً وآخراً وفيه رد العجز على الصدر ذكره كله البيضاوي وقال الطيبي‏:‏ كلكم راع تشبيه مضمر الأداة أي كلكم مثل الراعي وكلكم مسؤول عن رعيته وفيه معنى التشبيه وهذا مطرد في التفصيل ووجه التشبيه حفظ الشيء وحسن التعهد وهذا القدر المشترك في التفصيل وأفاد أن الراعي غير مطلوب لذاته بل أقيم لحفظ ما استرعاه ويشمل المنفرد إذ يصدق عليه أنه راع في جوارحه بفعل المأمور وترك المنهي وفيه تكذيب لوضاع أموي افترى خبر إذا استرعى عبدا للخلافة كتب له الحسنات لا السيئات‏.‏

- ‏(‏حم ق د ت عن ابن عمر‏)‏‏.‏

6371 - ‏(‏كلما طال عمر المسلم كان له خير‏)‏ لأنه في الدنيا كتاجر سافر ليتجر فيربح فيعود لوطنه سالماً غانماً فرأس ماله عمره ونقده أنفاسه ومزاولة جوارحه وربحه العمل فكلما زاد رأس المال زاد الربح واستشكل بأنه قد يعمل السيئات ‏[‏ص 39‏]‏ فيزيد عمره شراً وأجيب بحمل المؤمن على الكامل وبأن المؤمن بصدد أن يفعل ما يكفر ذنوبه لمن تجنب الكبائر أو فعل الحسنات فيقاوم بتضعيفها سيئاته وما دام الإيمان باق فالحسنات بصدد التضعيف والسيئات بصدد التكفير‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ من حديث شداد ‏(‏عن عوف بن مالك‏)‏ قال شداد‏:‏ قال عوف يا طاعون خذني إليك فقالوا‏:‏ أما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‏:‏ كلما إلخ‏.‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي‏:‏ فيه النهاس بن فهم وهو ضعيف فرمز المصنف لحسنه فيه ما فيه‏.‏

6372 - ‏(‏كلمات الفرج‏:‏ لا إله إلا اللّه الحليم الكريم، لا إله إلا اللّه العلي العظيم، لا إله إلا اللّه رب السماوات السبع ورب العرش الكريم‏)‏ قال الحكيم‏:‏ كان هذا الدعاء عند أهل البيت معروفاً مشهوراً يسمونه دعاء الفرج فيتكلمون به في النوائب والشدائد متعارفاً عندهم غياثه والفرج به‏.‏

- ‏(‏ابن أبي الدنيا‏)‏ أبو بكر ‏(‏في كتاب الفرج‏)‏ بعد الشدة ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ رمز المصنف لحسنه‏.‏

6373 - ‏(‏كلمات من ذكرهن مئة مرة دبر كل صلاة اللّه أكبر سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلا اللّه وحده لا شريك له ولا قوة إلا باللّه لو كانت خطاياه مثل زبد البحر لمحتهن‏)‏ كناية عبر بها عن الكثرة عرفاً قال النووي‏:‏ ومن قالهن أكثر من مئة مرة فله الأجر المذكور والزيادة عليه وليس ذا من التحديد المنهي عن مجاوزة أعداده كعدد الركعات‏.‏

- ‏(‏حم عن أبي ذر‏)‏ رمز المصنف لحسنه وليس بجيد فقد قال الهيثمي‏:‏ فيه أبو كثير لم أعرفه وبقية رجاله حديثهم حسن‏.‏

6374 - ‏(‏كلمات من قالهن عند وفاته دخل الجنة لا إله إلا اللّه الحليم الكريم‏)‏ يقولها ‏(‏ثلاثاً‏)‏ من المرات ‏(‏الحمد للّه رب العالمين‏)‏ يقولها ‏(‏ثلاثاً‏)‏ من المرات ‏(‏تبارك الذي بيده الملك يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير‏)‏ ظاهر السياق أن هذه يقولها واحدة بخلاف الأولين وظاهره أن ذلك يكون آخر كلامه ويعارضه خبر من كان آخر كلامه لا إله إلا اللّه دخل الجنة والقياس أنه يأتي بهذه الكلمات ثم يأتي بكلمة الشهادة‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن عليّ‏)‏ أمير المؤمنين‏.‏

7375 - ‏(‏كلمات لا يتكلم بهن أحد في مجلس عند فراغه‏)‏ أي عند انتهاء لفظ ذلك المجلس وإرادة القيام منه ‏(‏ثلاث مرات إلا كفر‏)‏ بالبناء المفعول ‏(‏بهن عنه‏)‏ ما وقع منه من اللغط في ذلك المجلس ‏(‏ولا يقولهن في مجلس خير ومجلس ذكر إلا ختم اللّه بهن عليه كما يختم بالخاتم على الصحيفة‏)‏ والكلمات المذكورة هي ‏(‏سبحانك اللّهم وبحمدك ‏[‏ص 40‏]‏ لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك‏)‏ فإن ذلك يجبر ما كان وقع في ذلك المجلس مما يوجب العقوبة من حصائد الألسنة والهفوات والسقطات‏.‏

- ‏(‏د حب عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

6376 - ‏(‏كلمتان‏)‏ أراد بالكلمة الكلام من قبيل كلمة الشهادة وهو خبر وخفيفتان وما بعده صفة والمبتدأ سبحان اللّه ونكتة تقديم الخبر تشويق السامع للمبتدأ ‏(‏خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان‏)‏ وصفها بالخفة والثقل لبيان قلة العمل وكثرة الثواب وإشارة إلى رشاقتهما قال الطيبي‏:‏ الخفة مستعارة للسهولة شبه سهولة جريها على اللسان بما خف على الحامل كنحو متاع فلا يثقله ففيه إشارة إلى أن التكاليف صعبة شاقة ثقيلة وهذه سهلة مع كونها تثقل في الميزان كثقل المشاق ‏(‏حبيبتان‏)‏ أي محبوبتان والمراد أن قائلها محبوب ‏(‏إلى الرحمن‏)‏ لتضمنها المدح بالصفات السلبية المدلول عليها بالتنزيه وبالصفات الثبوتية التي يدلّ عليها الحمد وخص الرحمن من الأسماء الحسنى تنبيهاً على سعة الرحمة حيث يجازي على العمل القليل بثواب كثير جزيل ‏(‏سبحان اللّه‏)‏ أي تنزيهه عما لا يليق به ‏(‏وبحمده‏)‏ الواو للحال أي أسبحه متلبساً بحمدي له أو عاطفة أي أسبحه وأتلبس بحمده والحمد مضاف إلى الفاعل والمراد لازمه أو ما يوجبه ‏(‏سبحان اللّه العظيم‏)‏ وفيه جواز السجع إذا وقع بغير كلفة وحث على المواظبة على الكلمتين وتحريض على ملازمتهما وتعريض بأن جميع التكاليف صعبة شاقة على النفس ثقيلة وهذه خفيفة سهلة عليها مع أنها تثقل في الميزان ثقل غيرها من التكاليف فلا يليق تركها روي أن عيسى عليه السلام سئل ما بال الحسنة تثقل والسيئة تخف قال‏:‏ لأن الحسنة حضرت مرارتها وغابت حلاوتها فلذلك ثقلت عليكم فلا يحملنكم ثقلها على تركها فإن بذلك تثقل الموازين يوم القيامة والسيئة حضرت حلاوتها وغابت مرارتها فلذلك خفت عليكم فلا يحملنكم على فعلها خفتها فإن بذلك تخف الموازين يوم القيامة‏.‏

- ‏(‏حم ق ت عن أبي هريرة‏)‏ ورواه عنه النسائي في اليوم والليلة‏.‏

6377 - ‏(‏كلمتان إحداهما ليس لها ناهية دون العرش والأخرى تملأ ما بين السماء والأرض لا إله إلا اللّه واللّه أكبر‏)‏ والمراد إذا قال ذلك بإخلاص وصحة نية وحضور قلب‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ من حديث معاذ بن أبي عبد اللّه بن رافع ‏(‏عن معاذ‏)‏ ابن جبل قال معاذ بن عبد اللّه‏:‏ كنت في مجلس فيه ابن عمر وعبد اللّه بن جعفر وعبد الرحمن بن أبي عمرة فقال ابن أبي عمرة‏:‏ سمعت معاذ بن جبل يقول‏:‏ سمعت النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول فذكره رمز المصنف لحسنه‏.‏ قال الهيثمي‏:‏ معاذ بن عبد اللّه لم أعرفه وابن لهيعة فيه ضعف وبقية رجاله ثقات‏.‏

6378 - ‏(‏كلمتان قالهما فرعون ما علمت لكم من إله غيري إلى قوله أنا ربكم الأعلى فإن بينهما أربعون عاماً فأخذه اللّه نكال الآخرة والأولى‏)‏‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن ابن عباس‏)‏‏.‏

6379 - ‏(‏كلم موسى‏)‏ بالبناء المفعول والفاعل اللّه أي كلم اللّه موسى ‏(‏ببيت لحم‏)‏ قرية من قرى بيت المقدس‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك‏.‏

‏[‏ص 41‏]‏ 6380 - ‏(‏كلم المجذوم‏)‏ أي من أصابه الجذام ‏(‏وبينك وبينه قيد‏)‏ بكسر فسكون ‏(‏رمح أو رمحين‏)‏ لئلا يعرض لك جذام فتظن أنه أعداك مع أن ذلك لا يكون إلا بتقدير اللّه وهذا خطاب لمن ضعف يقينه ووقف نظره عند الأسباب وما رواه الخطيب عن أنس كنت عند النبي صلى اللّه عليه وسلم على بساط فأتاه مجذوم فأراد أن يدخل عليه فقال‏:‏ يا أنس اثن البساط لا يطأ عليه بقدمه اهـ‏.‏ فلعله كان بحضرة من قصر نظره ووقف عند السبب‏.‏

- ‏(‏ابن السني وأبو نعيم‏)‏ معاً ‏(‏في‏)‏ كتاب ‏(‏الطب‏)‏ النبوي ‏(‏عن عبد اللّه بن أبي أوفى‏)‏ قال ابن حجر في الفتح‏:‏ وسنده واه‏.‏

6381 - ‏(‏كل الثوم نيئاً فلولا أني أناجي ربي لأكلته‏)‏ الذي وقفت عليه لأبي نعيم كلوا الثوم وتداووا به فإن فيه شفاء من سبعين داء ولولا أن الملك يأتيني لأكلته بحروفه ثم إن هذا الحديث قد عورض بأحاديث النهي عن أكل الثوم وأجاب زين الحفاظ العراقي بأن هذا حديث لا يصح فلا يقاوم الصحيح وبأن الأمر بعد النهي للإباحة بدليل حديث أبي داود كلوه ومن أكله منكم فلا يقرب هذا المسجد حتى يذهب ريحه‏.‏

- ‏(‏حل وأبو بكر في الغيلانيات عن علي‏)‏ أمير المؤمنين وفيه حبة العرني قال الذهبي في الضعفاء‏:‏ شيعي غالي ضعفه الدارقطني وقال زين الحفاظ‏:‏ ضعفه الجمهور‏.‏

6382 - ‏(‏كل‏)‏ بلفظ الأمر جوازاً ‏(‏الجنين في بطن الناقة‏)‏ التي ذكيت وخرج ولدها وليس فيه حياة مستقرة فإن ذكاتها ذكاته والناقة مثال فغيرها من كل مأكول كذلك‏.‏

- ‏(‏خط عن جابر بن عبد اللّه‏)‏‏.‏

6383 - ‏(‏كل‏)‏ معي أيها المجذوم ‏(‏بسم اللّه ثقة باللّه‏)‏ أي كل معي أثق ثقة باللّه ‏(‏وتوكلاً على اللّه‏)‏ أي وأتوكل توكلاً عليه فالفعل المقدر منصوب على الحال والثقة الاعتماد هذا درجة من قوي توكله واطمأنت نفسه على مشاركة الأسباب وليس من هذا القبيل من ضعف يقينه ووقف مع الأسباب فإن مباعدته للمجذوم واتقاءه إياه أولى فلا تناقض بين الأخبار كما زعمه بعض الضالين‏.‏

-‏(‏4‏)‏ في الطب ‏(‏حب ك‏)‏ في الأطعمة ‏(‏عن جابر‏)‏ قال‏:‏ أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بيد مجذوم فوضعها في قصعة ثم ذكره قال ابن حجر‏:‏ حديث حسن وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وفيه نظر اهـ‏.‏ وقال ابن الجوزي‏:‏ تفرد به المفضل بن فضالة وليس بذلك ولا يتابع عليه إلا من طريق لين‏.‏

6384 - ‏(‏كل فلعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق‏)‏ قاله لمن رقي معتوهاً في القيود بالفاتحة ثلاثاً غدوة وعشية وجمع بزاقه فتفل فشفي فأعطوه جعلاً فقال‏:‏ لا حتى أسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فذكره‏.‏

- ‏(‏حم د‏)‏ في البيع والطب ‏(‏ك‏)‏ في فضائل القرآن ‏(‏عن عم خارجة‏)‏ بن الصلت قيل اسمه علاقة بن صخار وقيل عبد اللّه بن عبثر قال الحاكم‏:‏ صحيح وأقره الذهبي ورواه أيضاً النسائي في الطب‏.‏

6385 - ‏(‏كل ما أصميت‏)‏ أي ما أسرعت إزهاق روحه من الصيد والإصماء أن تقتل الصيد مكانه ‏(‏ودع ما أنميت‏)‏ أي ما أصبته بنحو سهم أو كلب فمات وأنت تراه والإنماء أن يصيب إصابة غير قاتلة وخرج به ما لو أصابه فغاب ومات ‏[‏ص 42‏]‏ ولا يدري حاله فلا يأكله‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن عباس‏)‏ رمز المصنف لحسنه‏.‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه عثمان بن عبد الرحمن أظنه القرشي، وهو متروك‏.‏

6386 - ‏(‏كل‏)‏ من السمك وهو ما لا يعيش إلا في الماء وإذا خرج منه كان عيشه عيش مذبوح ‏(‏ما طفا‏)‏ أي علا من طفا بغير همز يطفو إذا علا الماء ولم يرسب ‏(‏على البحر‏)‏ وهو الذي يموت في الماء ثم يعلو فوق وجهه فأفاد حلّ ميتة البحر سواء مات بالاصطياد أم بنفسه وهو قول الجمهور، وعن الحنفية يكره وفرقوا بين ما لفظه فمات، وما مات بغير آفة وتمسكوا بحديث ابن الزبير عن جابر‏:‏ ما ألقاه البحر أو جزره فكلوه‏.‏ وما مات فيه فطفا فلا تأكلوه خرجه أبو داود مرفوعاً ونوزع فيه بالضعف والانقطاع، والقياس يقتضي الحل لأنه سمك لو مات في البر لأكل بغير تذكية فكذا لو مات فيه فيحل أكله وإن أنتن كما قاله النووي، والنهي عن أكل اللحم إذا أنتن للتنزيه نعم إن خيف منه ضرر حرم‏.‏

- ‏(‏ابن مردويه‏)‏ في تفسيره ‏(‏عن أنس‏)‏ ويخالفه خبر أبي داود وابن ماجه‏:‏ كلوا ما حسر عنه البحر وما قذف، ودعوا ما طفا فوقه‏.‏